مواطنة عراقية تزور وزارة التعليم العالي ودائرة البعثات في العراق

 قال تعالى "قِفُوهم انهم مسؤولون"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

 َسألني بعض الاخوة عن الاحداث التي جرت معي اثناء مراجعاتي لدائرة البعثات ووزارة التعليم العالي في بغداد واحب ان اشاركهم ما ارسلت ملخصه لسيادة الوزيرعلّي الاديب وهدفي من ذلك هو:اولا ان اعكس لحضرته ما يعانيه المواطن العراقي اثناء مراجعاته لهذه الدائرتين عَلًي أساهم بتغيير الوضع الحالي  بايمان لا يحتسب الاضعف طبقا لوصف الحبيب صلى الله عليه واله وسلم  في حديثه:

 ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )

 وهدفي الثاني هو انني اقدم لحضرته ملف يمثل نموذج كامل من مشكلة عاني منها أساتذة جامعات وحملة شهادات عليا فان حقق بالامر من الناحية القانونية وقعت عيناه بسهولة على مفاصل التسيب والفساد الاداري في الدائرتين..فان عالج الامر جنبنا المشاكل المستقبلية ورفع من مستوى الدائرتين للحد الذي يكون المراجع لهما محترم ويعامل كانسان!

بسم الله ابدأ الحديث..

زرت العراق بتاريخ (27-11-2011) وكانت البصرة الحبيبة اول مكان ازوره بعد  غياب طويل  لبلدي  الحبيب حيث حضرت المؤتمر العالمي الاول الذي اقيم في جامعة البصرة. التقيت بأسأتذة وكان احدهم الدكتور المهندس ستار بدر سدخان واساتذة من الجامعة المستنصرية. شرحت لهم المشكلة (عدم المموافقة على اضافة فترة اللغة الانكليزية لطلبة الزمالات الهندية )  فنصحوني بمقابلة الوزير (الدكتورالعجيلي) .. واخبروني انه رجل متفهم ولكن الوصول له ومقابلته يحتاج الى معرفة ( واسطة) .. فقلت لهم: لا واسطة لدي غير سندي وحبيبي الله اذ انه قال في حديث قدسي " أنا عند حسن ظن عبدي بي" وانا حسنة الظن بالله ...

وصلت الحلة ثم زرت بغداد كمحاولة لتقديم طلب لمقابلة الوزير ( الدكتور العجيلي )..ولم استطع  لانه كان في فترة تصفية لمهامه وتسليم المنصب  فاخبروني انه أوقف المقابلات فوكلت أمري لله وانتظرت ان ينصب الوزير الجديد اذ لم يكن معروفا  بعد.

ذهبت لدائرة البعثات ذلك بتاريخ 23\12\2010  لاستفسر عن أمر الشكوى الجماعية بخصوص اضافة مدة اللغة للدراسين بالهند  التي ارسلناها من الهند الى الوزير (العجيلي) وقد أخبرتني الست أيمان ان الطلب والشكوى  قد تم رفضه من قبل  المدير العام للبعثات( الدكتور حسين عبد الرضا) بعد ان احال الوزير الشكوى اليه وكان الكتاب تحت يدها فسمحت لي بقرائته ولكنها لم تسلمني نسخة رسمية منه لانها قالت ان هذا الكتاب سيصلكم عبر الملحقية في دلهي .. اصابني احباط ووكلت أمري لله ولكني لم أيأس من رحمته.

ولان الرفض كان من مدير البعثات, طلبت مقابلة مدير البعثات (الدكتور حسين عبد الرضا) كي أشرح  له الامر, ولكن مواطنة بسيطة مثلي كيف لها ان تقابل مدير دائرة البعثات بسهولة !.. فرغم ان هناك لوحة  في بابه  كتب عليها " مقابلة المواطنين يوم الاثنين والاربعاء" الا انني ما أستطعت ان اقابله الا بعد ثمان زيارات من الحلة الى بغداد

كنت في زياراتي الثمانية لدائرة البعثات انتقل  من غرفة الى اخرى  حيث ولا موظف سألته يعرف امرا اخر غير ( الشغلة مو يمنه روحي للغرفة الفلانية) بقيت ادور بين الغرف بحثا عن الكيفية التي اعمل بها ولم يساعدني غير احد موظفين المحترمين يعمل  في قسم الزمالات الهندية واسمه ( سامر)  اذ ذهب معي بنفسه الى الست ايمان وسألها عن الامر فقالت له لا احد يستطيع ان يغير أمر المدير ..ذهبت للطابق الرابع والتقيت بنفس الشخص الذي التقيته اكثر من مرة حين حاولت جاهدة ان اقابل مدير البعثات كان كعادته يقف عند باب الممر المؤدي لغرفة المدير العام وكان رجل كبير السن تشعرني نظراته أنني في دائرة الاستخبارات .... فقلت له " اريد ان اقابل المدير" فقال لي اكتبي طلب واشرحي ماذا تريدين! . كتبت طلب ولكنها يا ساداتي لعبة  لا يفهم ابعادها الا من زار البعثات .. يجعلونك تنتظر وتنتظر حتى ينتهي الدوام .. وهكذا الى ان تجزع وتترك الامر وتهرب ..

ذهبت مرة اخرى وكررت طلبي بمقابلة المدير العام كي اوضح له ان لنا حق باضافة اللغة لاني ظننت انهم لا يعرفون ذلك وان شخصا ما اخبرهم امرا شوه لهم الحقيقة...وهنا بعد ان تعبت من الانتظار  ذهبت مجددا الى الاخ سامر فأخذني الى سكرتير المدير العام الاخ محمد فنصحوني  (الله يجزيهم الخير)  بمقابلة مدير قسم شؤون الدارسين بالخارج (الدكتورعمار طارق العاني) 

** مقابلتي الاولى للدكتور عمار طارق العاني / مدير قسم شؤون الدارسين بالخارج

كانت غرفة الدكتور عمار العاني مفتوحة وتستقبل جميع المواطنين ولم يحدد يوما للمقابلة .. شرحت له الامر وتفهم المشكلة بصدر رحب ووجه باسم يعطي الامل..  وقال لي ان الامر كله بيد الدكتور حسين عبد الرضا لانه هو المدير ومن الصعب تغيير قرار يصدر منه .. فقلت له أوليس له قلباَ .. انا أشك من ان أحدا ما قد أفهمه أمرا خاطئا بحق طلبه الزمالات الهندية والا كيف يمنع حق عن طالبيه؟!  فنظر لي باستغراب  وبنفس اللحظة رفع سماعة هاتفه الداخلي وطلب من سكرتير المدير العام ان يجعلني اقابل الدكتور حسين .. اسرعت للطابق الرابع .. فمنعني الرجل الكبير السن من التقدم .. نزلت واخذت ورقة من الدكتور عمار العاني كي اقدمها له كي يسمح لي ان اقف وانتظر عند غرفة المدير العام حتى يسمح لي بمقابلته !! فقلت له: كيف أجرؤ واحلم بمقابلة  رئيس الوزراء ان كانت مقابلة  مدير البعثات قد اهلكتني !!

بعد ان ادخل السكرتير له طلبي  لم يسمح لي بالدخول بل اكتفي بجملة كتبها على طلبي ترفق اوليات الموضوع واوليات رفاه محمد وكان طلبه موجه للمسؤولة عن هذا الامر وهي الست ايمان  ومديرتها الست عذراء ... وكي لا يطول الامر ذهبت لارجوا الست عذراء  بارسال ملفي الى الدكتور حسين كي اقابله وكانت الملفات تملىء مكتبها المسكينة لكثرة الشغل والضغوط المتراكمة عليها.. وهنا سألتني الست عذراء .. قالت ماذا تريدين من المدير العام فقلت لها اريد ان اشرح له حقنا باضافة فترة للغة فسألتي هنا .. في اي دولة انتم ؟ فقلت لها : الهند .. فقالت لي بالنص : انتِ رفاه محمد؟! . فقلت لها والابتسامة تملىء وجهي اذا اصبحت معروفة  والحمد لله " نعم انا هي " فصرخت بوجهي امام الموظفين وهي تقول بالنص :" والله ثبرتينا ... والله ثبرتينا... انت متملين من طلب اللغة .. ماكو ماكو  انتو متستحقوها كافي .. كافي .. دوختينا"

ولانني والحمدلله اعرف كيف احترم الاكبر مني سناَ وان اعذر من لا يعرفني ومن هو مضغوط عليه من اثر العمل او ما شابه .. قلت لها بصوت هادىء يحسبه الساذج ضعفاً:والله يا ست عذراء انا اعتذر ان كان طلبي قد زار مكتبكِ اكثر من مرة وسبب لك صداعا ولكن لو ان حقنا أتانا حين طلبناه ما كررنا الطلب  ولكن ان  لنا حق  وقد حرمونا منه ظلماً .. فكررنا طلبه .. هدأت  وقالت سأرسل ملفك للدكتور حال اكماله .

 استغرق الامر اربع ساعات فملفي كما تعرفون كبير ويحتاج الى ساعات لتجميعه .. رنت الواحدة والنصف ظهرا وانتهى الدوام    لان دائرة البعثات تنهي دوامها عند الواحدة والنصف تماما فطلبوا مني المغارة وكل ظنهم انني سأتعب ولا اعود مرة اخرى 

 وفي ذلك اليوم بالتحديد شعرت بألم في كل خلايا جسدي المتعب لا من الوقوف على الابواب  ولا لاجل الوقت الضائع والمهدور عبثا ولكني كنت أتسأئل ان كان هذا حال تدريسي جامعي يريد ان يثبت حق له فكيف حال من لا لسان له ولا أب له يطالب بحقه ؟! اين الحلم الذي حلمناه بعد سقوط الظاغية؟ متى يصبح العراقي عزيزا في العراق ؟؟ الى متى يلعب بمصائرنا صِغار الشأن؟؟ بكل هذا الألم رفعت رأسي لخالقي وقلتُ مراراً:

الهي ما ضَرني عاد ولكن ضَرني حِلمُك عليه ..ودعوت الله ان ينتقم من كل ظالم بالدنيا قبل الاخرة

وفي اليوم الثاني وعند الساعة التاسعة كنت اقف على باب الدكتور حسين وقلت للسكرتيرة انني انتظرت البارحة اربع ساعات حتى اكتمل ملفي واولياتي وسوابقي والان هي جاهزة .. ممكن  بعد أذنك تقدميها للدكتور كي يسمح بمقابلتي .. فقالت لي انتظري  لانه لم يواق على مقابلتك هو فقط طلب اولياتكِ فقلت لها بقوة :هو لم يطلب لكنني منذ شهر اطلب واريد مقابلته وسأقابله اليوم ...وبعد ساعة تقريبا سمح لي سيادته الدخول..فتعوذت من الشيطان وتوكلت على الله ودخلت

** مقابلتي مع الدكتور حسين عبد الرضا / مدير عام دائرة البعثات

  كان رجلا عمره لا يتجاوز 35 عام  لا خبرة له ابدا بطرق مقابلة البشر... القيت عليه السلام وقلت له:

أحمد الله واشكر فضله أن منحني فرصة مقابلتك بعد ثمانِ مرات فقط مجيئأ من الحلة الى دائرة البعثات فأبتسم ابتسامة صفراء وقال لي  ما اسمكِ؟ما هي مشكلتكِ؟ واين تدرسين؟ وماذا تدرسين؟ وسلسلة من الاسئلة علما ان ملفي الكامل كان تحت يديه مع طلب خطي بمقابلته وفيه شرح مشكلة اللغة  التي اود طرحها وحلها وطبعااسمي مكتوب في اول سطر! 

بعد أن اجبت كل الاسئلة كتلميذة  مهذبة قال لي ان اللغة ليس من حقكم وحجته هي :

أنكم (طلبة الزمالات الهندية) حين تنافستم على الزمالات وقتها قدمتم جميعا شهادة كفاءة انكليزية ولو لم تقدموا شهادة كفاءة باللغة الانكليزية ما كنتم سترشحوا للزمالات الهندية فهي احدى متطلبات الحصول على مقعد دراسي بالهند وقد ارسلت مع اوراقكم للجامعات الهندية ..لذا  لم يكن هناك اي  داعي لاخذ كورس لغة بعد ان اثبتم انكم جيدون باللغة اانكليزية .. فان لم تكونوا كذلك  ولغتكم ركيكة فلماذا قدمتهم على الزمالات اذن؟!!  فكان ردي على اسلوبه الاستفزازي وبكل هدوء:

يا أستاذ ان شهادة الكفاءة  قدمت لاجل التنافس على المقاعد داخل العراق ولم ترسل مع اوراقنا لاي جامعة هندية لانها اصلا غير معترف بها عالميا وانها لا تغني عن كورس اللغة وان كنت قد مررت بهذا الامتحان لعرفت انه يخص القواعد الانكليزية والكتابة باللغة الانكليزية ولا تعني ان الشخص الناجح بالكفاءة لديه القدرة على التحدث بطلاقة والمدافعة عن بحثه وهذا ما يحتاجه طالب الدكتوراه لذا كان لا بد من كورس اللغة واكملت حديثي بانه لو كان ما تقوله صحيح وقانوني لكتب في شروط العقد ان الطالب الذي عنده شهادة كفاءة يعفى عن كورس اللغة  والامر الاخر هو ان تاريخ العقد المبرم بين طالب الزمالة والوزير هو بعد تاريخ الترشيح اي بعد تقديم الطالب لشهادة الكفاءة الانكليزية العراقية ولكن العقد فيه  ما معناه  ان للطالب حق الالتحاق بكورس اللغة بمدة لا تزيد عن سنة . والامر الاخر الذي يناقض هذا الادعاء هو ان الملحق الثقافي لم يخبرنا بذلك حين اتصلت  انا شخصيا بالدكتور عبد الحسين (الملحق السابق)  واخبرته عن رغبتي في الالتحاق بكورس اللغة ولم يخبرني عما تقوله الان ! وايضا  لما كان هناك حاجة ان يصدر كتاب موقع من قبل الدكتور صباح علوان في 2007 يؤكد حق طلبة الزمالات الهندية بكورس اللغة. واخر موقع بيد مديرة قسم الشؤون القانونية في دائرة البعثات الست بتول عبد الجبار يثب حقنا القانوني بسنة اللغة حتى بعد التمديد الاولي والثانوي عذرا كلامك يناقض كل هذا! ثم ان كان كلامك قانوني فأرجوا ان تعطيني رقم المادة والفقرة القانونية التي تثبت ما تقول والتي تحرمنا من اضافة فترة اللغة  فلم يكن رده الا بجملة تقول

" أمر اضافة اللغة أشبه بالمستحيل لان فيه اشكالات حسابية " !!!  وانتِ لا تعرفين القانون لانك لستِ قانونية الامور القانونية بعض الاحيان لا تحتاج لرقم فقرة او مادة  انما يمكن استدلالها....!!!!

وبعد ان وصلت معه حد اليأس بالنقاش فلا حجة ولا قانون رصين لديه غير انه غير مقتنع بالامر  حينها  قلت له كمحاولة اخيرة اردت بها تذكيره بانه يوما ما سيقف امامنا جميعا في عرش الله والحاكم يومها هو الرقيب الحسيب فلا مفر يومها من اقامة الحد على الظالم فقلت له:"دكتور حسين لقد سألت اكثر من شخص في دائرة البعثات عنك بعد ان قلت لهم ان لنا حق ضائع عند الدكتور حسين فمالذي يؤثر عليه فاجتمعت الاراء على انه لا يؤثر عليك شيئاَ وانك تحكم بالقانون ...فقلت لهم:"نجونا ورب الكعبة".. فقط اريد ان اقابله كي ارفع الغشاوة عنه  فالحق القانوني معنا واريد ان اوضحه له..!؟  وهاأنذا  والحمدلله قد اوضحت لك حقنا القانوني  فلماذا ترفض الامر؟! فصمت لبرهة  وكأنه راجع نفسه ثم قال : اتركي الي لامر يومين كي نجد مخرج قانوني وهذا الامر يجب ان يقرره الدكتور عمار العاني مدير شؤون الدارسين بالخارج لانه المسؤول عن هذا الامر.. فحمدت الله اذن انني مسبقا التقيت بالدكتور العاني ولم يكن لديه اي مانع باضافة فترة اللغة.!!

 كنت مستغربة تمام الاستغراب ..ما المشكلة بان يأخذ الطالب اللغة بعد التسجيل بالجامعة وبدأ البحث فبعض الاقسام العلمية  كالهندسة وعلوم البايولوجي تبدأ العملي اولا و ينحصر عمل الطالب مع الاجهزة فلا يحتاج الى اللغة الا بعد فترة, اين المشكلة ان التحق الطالب بعد عام او اكثر اي حين احتاج ان يكون له لغة تجعله قادر على المدافعة عن بحثه!! العقد المبرم لا يحدد متى على الطالب الالتحاق باللغة !

 لم يطمئن قلبي ..خفت ان يغير رأيه وكي لا يضيع علي الوقت ذهبت الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لكتابة طلب لاجل مقابلة الوزير الجديد اذ انه استلم مهامه  وباشر عمله, فاخبروني  ان الوزير حدد يوم الاربعاء لمقابلة المواطنين .. فرحت  وبسرعة قدمت طلبا لاجل مقابلة الوزير ولانني خشيت ان لا يسمحوا لي بمقابلته ان علموا ما اتيت لاجله كتبت في حقل سبب الزيارة التالي:

"أنا طالبة دكتوراه جئت من الهند لمقابلتك لامر شخصي لا يمكنني الافصاح عنه" .. لانني اعلم ان الوزير لازال جديدا وكل من حوله هم اصحاب المدير العام لدائرة البعثات بحكم العشرة وانهم سيوصلون الخبر له ويتفق معهم على عدم السماح لي بمقابلة الوزير الجديد علي الاديب...

وكما توقعت فالامر ليس هينا فبعد ان سلمت الطلب اخبروني ان مقابلة الوزير لا تكون الا من خلال تقديم طلب واضح تشرحين فيه سبب المقابلة بشكل تفصيلي بعدها يعرض الطلب على لجنة مقابلات يترأسها مدراء مختصون واذا ما استطاعوا حل المشكلة ستعرض بعدها على الوزير ...نعم مخاوفي كانت في محلها .. هي سياسة ارادو بها التخفيف عن كاهل الوزير ظاهرا ولكن حقيقة الامر هو انهم بهذه اللجان يريدون ان يبعدوا المواطن عن الوزير وكي لا يصل للوزير مظلومية المواطنين .. وليبقى المواطن يدور بحلقة مفرغة الى ان يتعب ويترك الامر ويهرب..أذا ما شب في جسده النار كما فعل محمد بو عزيزي التونسي..

لم يكن هناك سبيلا غير مقابلة لجان المدراء يوم الاربعاء...

**مقابلتي مع الدكتور صباح علوان / معاون مدير دائرة البعثات

 يوم الاربعاء ...موعد المقابلات ذهبت واذا بي اقابل الدكتور يحي علوان معاون المدير العام للبعثات والذي وقفت على بابه ايضا ساعات طويلة ولم استطع مقابلته في الايام الاولى لزيارتي للبعثات حيث ظننت انه المسؤول عن رفض اضافة اللغة لان توقيعه كان يزين اوراق الرفض المرسلة من دائرة البعثات الى الملحقية. كان يجلس مع امرأة ليمثلان اللجنة المختصة بالمشكلة التي اود عرضها على الوزير..بعد السلام  قلت له ان لنا الحق بالتمديد الخاص باللغة وشرحت له بالتفصيل ما مر بنا وقلت له اني على أستعداد لمقابلة الدكتور عبد الحسين الملحق الثقافي السابق لانه اصلا مدير قسم في دائرة البعثات الان ويستطيع ان يؤكد ان طالب الزمالة لا بد له ان يلتحق بكورس اللغة بعد التسجيل بالجامعة لغرض الحصول على الاقامة وقد اتصلت شخصيا بالدكتور عبد الحسين حين وصلت الهند وقال لي سجلي بالجامعة قبل اللغة والا لن يصرف لكِ الدعم أما التمديد الخاص باللغة سيكون بعد انتهاء الثلاث سنوات الاولى وهي رصيد الطالب بالدكتوراه.

قال لي وهو يلتفت على السيدة التي تجلس معه .. نعم ان لكل طلبة الزمالات الحق بسنة اللغة ماعدا الذين يدرسون اللغات .. فقلت له : نعم دكتور وهذا ما اعتمدنا عليه فالكتاب الذي وقعته في سنة 2007 يؤكد ان لنا الحق باللغة لذا اعتمدنا عليه والتحقنا بكورس لغة ولكن بعد انتهاء الثلاث سنوات الاولى قدمنا تمديدا يخص اللغة وجاءنا الرفض ويعلوه توقيعك ايضا واظهرت له الكتابين ( كتاب يثبت حقنا باللغة والاخر يخص امر الرفض وكلاهما بتوقيعه) فقال لي بالنص " زين انتو ليش ما اخذتوا اللغة مع البحث يعني الصبح للبحث والعصر لتعلم اللغة؟" وكان جوابي هو:

يا دكتور ان اردت ان تحكم بالقانون فعليك ان تتعرف عليه وتتقن اولياته وان اردنا التحدث بالانكليزية بطلاقة والمدافعة عن بحوثنا علينا ان نضبط اساسيات اللغة اولا.. قال لي نعم ان لكم الحق وأحال الملف مع طلبي الى الدكتور عمار العاني بعد ان قال انه هو المسؤول عن هذا الامر!!! فرحت اذ تذكرت ان الدكتور وعد والابتسامة تملىء وجهه بالمساعدة وها هو مدير البعثات(حسين عبد الرضا) ومعاونه(يحي صباح) يحولان الامر كله له.!

 ذهبت للدكتور عمار العاني وقلت له ما جرى مع الدكتور حسين عبد الرضا والدكتور يحي علوان واخبرته انهم يقولون ان امر الموافقة والرفض تعتمد عليك ولانك وعدتني في اول زيارة انك مستعد لمساعدتنا فأرجوا ان تصدر امرا باضافة مدة اللغة 

فقال لي :

الامر ليس بهذه السهولة ويحتاج لان نكتب مطالعة للوزير واذا وافق الوزير سيتم الامر .. قلت له متى تكمل المطالعة فقال لي بعد ايام ..أذهبي وتعالي يوم الاحد القادم ( يعني تقريبا بعد أسبوع)  عدت للحلة وكلي أمل بان الامر سيتم بأسلم شكل .. وبعد ثلاثة ايام  لم احتمل الانتظار سافرت مجددا والتقيت بالدكتور عمار وسألته فقال لي انه ارسل المطالعة الى الوزارة ( بالتحديد الى الوكيل العلمي) فسألته عن الرقم والتاريخ فقال لي ان التاريخ هو تاريخ البارحة أما الرقم فلا يوجد ارقام للمطالعات الخاصة بنا... ذهبت للوزارة والتقيت بسكرتير الوكيل العلمي وسألته عن المطالعة وقلت له انها من الدكتور عمار فقال ما هو رقمها وتاريخها فقلت له ما قاله لي الدكتور عمار.. فقال لي لا يوجد مطالعة بدون تاريخ ورقم .. واذا كانت قد ارسلت البارحة فسنجيب عليها خلال يوم ولكنها اصلا لم ترسل.!!

عدت للحلة لان الواحدة والنصف قد اعلنت نهاية دوام دائرة البعثات لذا لا استطيع مقابلة الدكتور عمار وسؤاله عن رقم  المطالعة التي ارسلها والتاريخ.

يوم الجمعة 21-01-2011  لبيت نداء ابا الاحرار عليه السلام  وبحضرته سألت الله العون والصبر والثبات والتسديد

جاء الاحد 23-01-2011 وكان اخر احد لي في العراق اذ ان حجزي للعودة للهند كان يوم الاربعاء (26-01-2011) كنت يائسة من الوصول الى نتيجة في ذلك اليوم ولكني لم أيأس من رحمة الله

**مقابلتي مع الاستاذ علي الاديب/ وزير التعليم العالي والبحث العلمي

وصلت الساعة العاشرة والنصف صباحا  لدائرة البعثات,  وانا في غرفة التفتيش واذا بي اسمع الموظفات يتحدثن عن ان الوزير الجديد الاستاذ علي الأديب اذ جاء بزيارته الاولى لدائرة البعثات .. حمدت الله وأقسمت بعظمته ان لا تخرج سيارة الوزير الا على جثتي ان لم يسمحو لي بمقابلته واخباره عما جرى ويجرى من الفساد الاداري في دائرة البعثات وكيف أغتصب حقنا رغم ان القانون معنا..

دخلت دائرة البعثات وسألت عن مكان الوزير فأخبروني انه في اجتماع مع مدير عام  دائرة البعثات .. تقدمت لاتحدث مع احد رجال السيد الوزير وكان يرتدي بدلة سوداء فعرفت منها انه ليس فقط من الحرس الشخصي بل هو اقرب له من ذلك .. طلبت منه ان يساعدني في مقابلة الوزير ولن يندم اذ انه سيساعدني في ارجاع حق لاكثر من شخص في الهند .. فقال لي لا استطيع ان افعل شيئا سوى انني استطيع ان اضع طلبك بالمقابلة بيد السيد الوزير حال خروجه لانه جاء لاجل اجتماع وليس لمقابلة المراجعيين ..
في هذه اللحظة طلب مسؤول الحرس من المراجعيين الانتظار وعدم التجوال في الممرات .. فقلت له اريد ان اتحدث مع الوزير .. فقال لي لا يمكن فقلت له :أنا اختك ولي حق ضاع مع مجموعة من الاخوة ومنذ اكثر من شهر احاول مقابلة الوزير الا انهم يمنعونني من ذلك ويضيعون وقتي بالانتقال من غرفة الى اخرى فهل ترضى لاختك ذلك ..فكان رده (وفقه الله) : لا والله لا ارضاه لاختي .. وقال: ابقي هنا واذهبي لاي مكان تريدين ولاي غرفة تشائين ولن يوقفك ايا من الحرس وأمر بقية الحرس بذلك...  عندها ذهبت مسرعة الى الست عذراء أسألها عن المطالعة التي كتبها الدكتور عمار والموجهة الى الوزير بامر اضافة فترة اللغة قبل اسبوع كي اخذ منها نسخة واقدمها لسيادة الوزير واحصل على موافقته كما قال لي الدكتور عمار في الزيارة الاخيرة  ( المطالعة قد كُتبت ولا ينقصها الا موافقة الوزير) .. فقالت لي : يا مطالعة عيني؟ .. لا كتبت مطالعة ولا اي شىء!

عدت للدكتور عمارأخبره بما قالته الست عذراء فقال : معقولة ليش هيجي!!!

 فقلت له ان لم تكن المطالعة قد كتبت فسأكتب طلبي وسأحاول مقابلة الوزيراليوم والحصول على موافقته بأذن الله فماهو رأيك؟  فقال لي ناصحا الافضل ان تقابليه خارج غرفتي كي يعرف انكِ مراجعة . فشكرته على النصيحة وخرجت انتظر خارج غرفته. 

بقيت انتظر الوزير في الطابق الثاني لدائرة البعثات في قسم شؤون الدارسين بالخارج حيث عرفت من الحرس انه سينزل لتفقد العمل ومجرياته ..في كافة طوابق الدائرة

  سار الوزير وحوله الكثير من الحرس وكل مدراء الاقسام ومدير البعثات قربي  كانوا متوجهين الى الغرفة الاخيرة من الممر وهي الغرفة المجاورة لغرفة الدكتور عمار العاني .. التي كنت اقف بالقرب منها انتظر مرور الوزير...

لم استطع  رؤيته  لكثرة من حوله.. دخل الغرفة الاخيرة .. تقدمت اريد ان ادخل .. قال لي المصور الخاص بالوزير (كان يقف في الباب):  اختي لا يوجد مكان الغرفة مليئة بالموظفين والحرس والوزير .. قلت له اريد ان اتحدث مع الوزير قال وكيف!؟

لم يبقى لي سبيلا الا ان اقف قرب المصور في باب الغرفة ولا اتحرك فاذا تقدم الوزير صرت قربه ومشيت معه وبالتالي استطيع التحدث اليه وطبعا ساعدني على هذا الامر شهامة المصور(وفقه الله)

بدأ بعضهم بالخروج من الغرفة فلم اتحرك من رأس بابها رغم انني بوقوفي اسبب لهم مضايقة لان الممر ضيق  (طنشت).. واذا بالسيد علي الاديب يتقدم ويصل حدود الغرفة فبدأت السير معه .. كنت على جانبه الايسر ومدير البعثات على جانبه الايمن والدكتور عمار العاني والدكتور عبدالحسين الملحق الثقافي السابق وبقية رؤساء الاقسام خلف الوزير ..حمدت الله مرة اخرى فكل الاطراف  التي تعرف المشكلة ومسبباتها  متواجدة بتسديد الاهي !

في تلك اللحظة كان الدكتور حسين عبد الرضا يتحدث عن الخدمات التي تقدمها دائرة البعثات للطلبة المبعوثين والتسهيلات من ناحية الدعم والفيزة وغيرها وبعد حوالي عشر خطوات سرنا بها كلنا معا والدكتور حسين يشرح عن الخدمات ..فثار غضب في داخلي ولم اتمالك نفسي فقاطعت الدكتور حسين والقيت التحية على سيادة الوزير وطلبت منه ان يمنحني فرصة لاخبره عن الخدمات التي يتحدث عنها الدكتور حسين اذ انني امثل مثالا حيا للطلبة المبعوثين للخارج...

بدأت أشرح له الموضوع وطلبت من الاساتذة ان يوقفونني ان اخترقت اي فقرة بالقانون وطلبت من الدكتور عبد الحسين ان يوقفني ان كان ما اقوله عن قانون الاقامة الهندي فيه شيئا من التلفيق كي اعتذر واسحب قضيتي

والحمد لله اظهرت الورقة القانونية التي تثبت حقنا والتي وقعتها الست بتول عبد الجبار فقرأها الوزير مع الطلب الخطي الذي طالبت سيادته فيه برفع الظلم الذي حل بنا .... فسألني  هنا الوزير::

هل هذه مشكلة فردية ام جماعية ؟؟

 فقلت له:  انها مشكلة عانى ويعاني منها اكثر من 60 أستاذ جامعي أختارتهم الوزارة كمبعوثين لنيل شهادة الدكتوراه من الهند ووقعنا عقد مع وزير التعليم العالي على ان فترة الدراسة ثلاثة سنوات وفترة لغة لا تزيد عن السنة(وفي العقد لم يحدد تاريخ البدأ باللغة)واذا بهم يحرموننا من اخذ فترة اللغة لانهم يعتقدون انه لا داعي منها لطلبة الهند وانهم التحقوا باللغة اثناء دراستهم الاكادمية ..ولم يتم تنفيذ القانون وحين كتبنا شكوانا لم يلتفت لنا احد!

التفت سيادة الوزير  لمدير البعثات وللدكتور عمار العاني وقال لهم لماذا لم تحل المشكلة؟!

فأجابه الدكتور عمار العاني ان هناك التباس بالتواريخ فالطلبة التحقوا باللغة والدراسة بنفس الوقت وهنا قاطعت الدكتر عمار ووضحت الامر للوزير مرة اخرى وقلت له نحن سجلنا بالجامعة كي نحصل على الاقامة الهندية وبعدها بدأنا كورس اللغة ويمكنك ان تسأل الملحق الثقافي الخاص بالهند وهو الدكتور عبدالحسين.. واشرت عليه وطلبت شهادته .. فلم يعارض على ما قلته ابدا.. فسألهم سيادة الوزير :ما هو المطلوب كي يأخذوا حقهم .. فقلت له ما قاله الدكتور عمار لي سابقا

قلت له : اننا ننتظر موافقتك لاعطائنا حقنا القانوني فهلا وافقت واعدت الحق لاصحابه يا سيادة الوزير .. فقال اني موافق فرجوته ان يكتب الموافقة على طلبي لان الكلام الشفوي قد يحور ويفهم باكثر من معنى..... فكتب ذلك على ورقة الطلب ..وهنا علق الدكتور حسين عبد الرضا  بوجه باسم.. الامر اصبح سهلا كنا ننتظر موافقتك وها انت قد وافقت .. انتهى الامر !!!

كل ما استطعت فعله بعدها هو انني سجدت لله  لانه دائما وابدا  لا يرد من لا واسطة لهم غيره .. ولا يترك من يعتمد عليه وحده .. ومن لا يشك ولا لطرفه عين في عطفه وقربه

لقد صدر الامر بشكل رسمي من دائرة البعثات البارحة (30-01-2011) ورفع الى الوكيل العلمي في وزارة التعليم العالي .. ولكن لازال هناك علامات استفهام كبيرة تدور في بالي ... لماذا لم يكتب الدكتور عمار المطالعة؟ ولماذا أخبرني انه كتبها وارسلها؟ ولماذا ولماذا ولماذا؟؟؟

أسئلة كثيرة اود ان يجيبني عليها الدكتور عمار طارق العاني فهو الوحيد الذي يعرف ماذا كان يحدث خلف الكواليس ..وهو الوحيد الذي يستطيع ان يحل لي اللغز...

اشكرك يا دكتور على قنينة الماء البارد التي ارويت بها ظمئي بعد ان وجدتني انتظرك لغاية الثانية والنصف ظهرا ..كي تنهي اجتماعك وتسمع مني وتجد لمشكلتنا حلاَ....فأنت كنت الشخص الوحيد الذي تملىء وجهه الابتسامة وهو يتحدث مع المراجعيين وانا منهم.. ولكني الان اود ان تروي ظمئي وتجيبني على اسئلتي .. كي تؤجر مرتين. وانا بأنتظار الرد اذ لم يسعفني الوقت ان ازور البعثات بعد يوم الاحد لاسمعه من حضرتك شخصيا لان موعد سفري كان الاربعاء ولم يبقى لي وقت الا لترتيب حقائبي.

واخر ما اريد ان اقوله للسيد الكريم علي الاديب ..

سمعت من احد المخلصين لكَ حين كنت أسأله عن كيفيه لقاء سيادتك فقال لي ان السيد الوزير علي الاديب يستعد للسفر الى بريطانيا لجمع الكفاءات العراقية واعادتها الى ارض الوطن .. فقلت بارك الله فيه وبزغ في صدري الأمل من جديد ولكني احب ان اقول لسيادتك  أمرا..

ان تلك الكفاءات العلمية ما هربت من العراق عبثاَ انما هاجرت لانها لم تجد من يحتضن علميتها وان معظم من يترأسون المناصب العراقية استهانوا ويستهينون بقدراتهم وبلاد الغير ترحب بهم وتحترم عقولهم وانتاجاتهم العلمية .. وما هجرة العقول الا كي تجد مكانا تحيا به دون ذل وهدر للوقت ..أملنا ان تغير ما حصل وان تعيد للجامعات العراقية سمعتها السابقة وان نحيا بظلك حياة عزيزة يكون فيها الاستاذ محترم لعلميته لا لشىء اخر ..كل ما حصل ويحصل سببه عدم احترام مصداقية الاستاذ اذ انهم يظنون اننا نطلب مزيدا من الوقت كي نبقى بعيدين عن المسؤولية! ما وجدت بحياتي اصعب من ان تثبت للكاذب انك صادق بطلبك!

 أسأل المولى انني كنت عند حسن ظنكم بي وانني قد خدمتُ الله بخدمتكم

واود ان اقول أمرا لاخوتي  واخواتي في الله( طلبة وطالبات الزمالات الهندية) كنت ولازلت  على يقين منه : الظالم ضعيف .. لكنه يقوى متى سكتنا عنه فسكوتنا يعني اننا نساعد شيطانه ونقويه ليكون بعدها ديكتاتورا علينا..........
" فقوته" يا اخوتي تساوي بالمقدار" ضعفنا" !

 ايا كان من ظلمنا واتعبنا وهدر صحتنا بالتفكير ووقتنا ( ونحن بأمس الحاجة له) لنحصل على حق كان المفروض ان يصل لنا دون ادنى عناء  لو ان الرجل المناسب كان في المكان المناسب . انا شخصيا لن اسامحه وسأقف معه في ديوان الله...فليستعد لذلك.

اختم حديثي بالحمد والشكر لله الذي لا يرد قاصديه ولا يطرد عن فنائه اَمليه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته